ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﻴﺲ " ﻏﺮﻳﺒﺎ " ﺃﻭ ﺿﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻼ ﺍﻟﻜﻴﺎﻧﻴﻦ ﺩﻻﻟﻴﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ " ﺩﻭﻟﺔ " ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ " ﻭﺍﺭﺩﺓ " ﻓﺄﻳﻦ ﺇﺫﻥ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ؟
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﺣﻀﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭﻱ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺪ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﺩﻭﻟﻬﻢ ﻭﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﻴﺶ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻻ ﻧﺒﺘﻜﺮ ﻧﺴﺘﻬﻠﻚ ﻭﻻ ﻧﻨﺘﺞ ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﺎ ﻛﻈﺎﻫﺮﺓ " ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ " ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻓﺎﺑﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺇﻟﻰ " ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ " ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﻴﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻧﻼﺣﻆ ﺗﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺣﺰﺏ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻛﺜﺮ ﻋﻤﺪﺍ ﻭ ﺷﻴﻮﺧﺎ ﻭ ﻧﻮﺍﺑﺎ ﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ...
ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ " ﻓﺸﺘﺎﻥ " ﺑﻴﻦ ﻋﺰﻳﺰ ﻭ ﻓﺮﺍﻧﺴﻮﺍ ﻫﻮﻻﻧﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻋﺮﺽ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺸﻨﺞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺩﺑﺔ ﺃﻭ ﺇﻓﻄﺎﺭ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺷﻴﺦ ﺃﻭ ﻧﺎﺋﺐ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻮﻳﺘﻬﻢ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﻬﺪﻯ ﻟﻬﻢ ﺇﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺜﻨﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺘﺪﺡ ﻏﻴﺮﻫﻢ ....
ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ ..
ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻧﻤﻂ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻣﺴﺎﻭﻱ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺤﻴﻦ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﻭﺑﺸﺎﺋﺮ ﻛﻞ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﺑﺔ ﻭ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻭ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻭ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﻪ ﻭﻻ ﺃﻱ ﻓﺌﺔ ﻋﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻊ ﺃﻭ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻭﻻﺀ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻤﻦ ﺳﺒﻖ ﻭ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺪ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ ﺧﻠﺖ .....
ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻳﺴﻮﺩ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻻ ﻳﺴﻮﺩ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﻘﻮﻱ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﻭ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺎ ﻭ ﻧﻘﻠﺪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻠﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺴﻊ ﺍﻟﻬﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻭ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﺮﻗﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻨﻲ ﻭ ﻓﻘﻴﺮ ؟ ﺃﻭ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﻋﺮﻕ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ ؟ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ .
ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﺘﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ ....