![](http://elmijhar.info/sites/default/files/styles/large/public/field/image/ijik.jpg?itok=QiX20FBu)
إن المتتبع للأحداث منذ ثلاث سنوات، يدرك جليا أن أمرا ما يدبر في الخفاء للإطاحة برأس النظام، إن لم يكن من رئاسة الجمهورية، فالأرجح أن يكون من عيون منتخبيه وشعبيته.
لقد شهدت السنوات الثلاثة الماضية حملات شعواء موجهة في أغلبها ضد شخص الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومحيطيه الاجتماعيين الضيق والواسع بتنسيق من داخل القصر والحزب ومبنى الحكومة، عبر صفحات مستعارة ومقالات مدفوعة الثمن وأغاني سياسية معروفة المصدر.
حيث تناولت الصفحات السوداء المحسوبة على شخصيات سياسية كبيرة بشكل علني أو غير مباشر سلسلة ما أسمته "تحقيقات" رصدتها أساسا للمساس بالرئيس وأسرته، موجهة لهم كيلا من التهم أغلبها يمس بالسمعة والشرف.
والقارئ بين سطور تلك الكتابات يدرك تماما أن المقصود بها استخدام الرئيس ومحيطه الضيق شماعة لتعليق فشل الحكومة والحزب الحاكم والتحالفات المزيفة في تنفيذ برنامج الرئيس على كافة المستويات والأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
لقد درجت تلك الشخصيات باسم رئيس الجمهورية على إشعال فتيل أزمات -البين منها أنها مفتعلة - بين القبائل والجهات،و شرائح المجتمع، تارة عبر تدخلات لصالح فئة أو شريحة اجتماعية على حساب أخرى، وتارة عبر تصريحات مسيئة مسربة بشكل مقصود، وفي أغلب الأحيان عبر تعيينات غير مستحقة لأشخاص يظهرون عداءهم للنظام وسياساته المتبعة، وربما يعملون على إفشالها.
إن السيل العارم للمظاهرات والاحتجاجات العفوية ضد إدارة شؤون الدولة وخصوصا منها ما يتعلق بشكل مباشر بالحياة اليومية للمواطن الموريتاني، والتغطية الشاملة لتلك الأحداث من طرف الصفحات السوداء المحسوبة على تلك الشخصيات وتضخيمها وتأويلها وربطها بشكل مباشر برئيس الجمهورية يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن وجبة سامة يجري طبخها على نار هادئة.
لم تأتي أزمة الشيوخ تلك التي قصمت ظهر بعير النظام اعتباطيا، بل كانت نتاجا طبيعيا لسلسلة من الحملات التهجمية الشرسة والمباشرة من طرف الحكومة و الحزب الحاكم والتحالفات المزيفة، وهي حملات تهدف بشكل جلي وواضح إلى إظهار رأس النظام بمظهر الضعيف، وغير القادر على تمرير التعديلات الدستورية عن طريق مجلس الشيوخ والذي يفترض أنه موال له، ومن ثم التشهير به شعبويا، والعمل على المساس من شرعيته.
لقد دأبنا منذ سنوات في " أتلانتيك ميديا" على توضيح المسار وكشف الحقائق خشية من حدوث ما لا تحمد عقباه، وسجلنا بكل أمانة أن الطريق إلى كسب رضى الشعب بات غير سالك بفعل مؤامرات تدار في الخفاء للنيل من رئيس الجمهورية وتصويره بمظهر لا يليق، وسجلنا مرارا أن السياسيين المحسوبين على النظام لا يعملون إلا من أجل مصالحهم الضيقة ولا تهمهم مصلحة النظام ولا المصالح العليا للبلد، وأن المؤسسة المتماسكة والتي تعمل فقط من أجل موريتانيا ورئيسها هي المؤسسة العسكرية والأمنية، والتي لولاها لكانت المؤامرات والتخبط الأعمى قد أوصلتا موريتانيا إلى الحضيض.
أتلانتيك ميديا