حول العلاقات الموريتانية الجزائرية

أربعاء, 10/24/2018 - 21:56

حول العلاقات الموريتانية الجزائرية .

البعد الجيوسياسي لهذه العلاقة، بدل البعد العسكري والهواجس الأمنية والعواطف الفارغة .
لعقود كثيرة تأخرت العلاقات الجزائرية الموريتانية المفيدة رغم أن العوامل متوفرة لتنمية وتطوير هذه العلاقة، فعبر العقود الخمسة الماضية من عمر الدولتين ظلت هذه العلاقة تتميز بالفتور وانعدام الثقة .
إن الناظر ببساطة إلى للدولتين الشقيتين يرى أن العوامل القائمة تحتم على الطرفين تطوير هذه العلاقة .

فالجزائر بالنسبة لموريتانيا هي بوابة على البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي والإسلامي وأروبا وهي كذلك سوق فيه أكثر من ثلاثين مليون مستهلك للحوم الحمراء والأسماك كما أنها دولة غنية بالمشتقات النفطية ولها تجربة رائدة - مؤخرا- في الصناعات الإستهلاكية الخفيفية وملايين المستهلكين للخضروات والنسيج والفواكه .... إلخ .

وموريتانيا بالنسبة للجزائر هي بوابة على المحيط الأطلسي ومحطة العبور نحو مئات الملايين من المستهلكين في غرب ووسط إفريقيا كما أنها سوق واعدة للإستثمارات في البنى التحتية والصناعات الثقيلة والخفيفة .

إذا أردنا أن تنهض هذه العلاقة فعلينا أن نوظفيها من هذه الزوايا التي تخدم الشعوب والحكومات ونتخلى كليا عن توظيف العاطفة في العلاقات الدولية فلا قيمة للجارة الشقيقية وأواصر القربي إذا لم تعزز بمصالح مشتركة تستفيد منها الشعوب والدول .
كنا جميعا نتظر ونحلم بأن نرى مغربا عربيا موحدا وأمة موحدة ولكنها أحلام تبددت، فلا داعي أيضا لتبديد الأحلام الثنائية بين هذه البلدان، فمثلا هذه العلاقة هي هدف استراتيجي بالنسبة للبلدين إذا تم تأسيسها على هذه المصالح المشتركة بعد أن ملينا من عقود من العواطف المشتركة، وإذا ما استبعدنا أيضا البعد الإنتقامي من المغرب فعلينا جميعا وخاصة صحافتنا الموقرة أن نبتعد عن هذا التفسير السطحي لهذه العلاقة وتوظيفها على حساب العلاقة مع المغرب فالعلاقة أيضا مع المغرب هي الأخري علاقة استراتيجية وتمليها أحكام الجغرافيا والواقع المشترك تماما كحيوية العلاقة مع السنغال والمغرب فالسياسية المبنية على معطيات الجغرافيا أهم بكثير من العلاقة المبنية على البعد القومي وو فمثلا علاقتنا مع مالي أهم بكثير من علاقتنا مع مصر وهذا من باب الإستثمار في الأولويات وتسخير السياسية لمعطيات الجغرافيا التي تطور بها الغرب فلقما تجد دولة مزدهرة مستقرة لها مشاكل ملاصقة وهذا هو ماذهب إليه الغرب وذهب لعكسه فينا بزرعه لبؤر التوتر بين الدول .

لم أتطرق للبعد العسكري والأمني لهذه العلاقة لأنه كان قائما ومتطورا منذ زمن ولم اتطرق أيضا للبعد الثقافي والإجتماعي لهذه العلاقة، ركزت على المصالح المشتركة لأنها أقوى في نظري من أي بعد آخر وفي ظل المصالح المشتركة وستتطور كافة الجوانب الإيجابية الأخرى .

محمد عبد الدائم - حمادة - محمياي _ خبير إستراتيجي

القسم: