قمة ابرازافيل .. هل تعيد بسمة الأمل والعطاء في العلاقات بين العرب والأفارقة ؟

سبت, 01/28/2017 - 16:13

 لم تكن قمة ابرازافيل إلا محطة من محطات علاقات التعاون بين العرب والأفارقة الضاربة في القدم . دخول الأفارقة على خط التماس من أجل ايجاد حل للنزاع الليبي يعطي بارقة أمل لإنهاء الحرب الأهلية الليبية التي اندلعت شرارتها منذ مايعرف بثورات الربيع العربي . للقادة الأفارقة نجاحات على نظرائهم العرب وفرض ارادتهم على القوى الإمبرالية ،فهم إذا اجتمعوا قرروا ، وإذا قرروا نفذوا ،والعكس ، اجتماع ،وخلاف ، و فراق و تشرذم الأفارقة كسروا الحظر الجوي على ليبيا في عهد القذافي في الوقت الذي لم يخرقه أي قائد عربي . الأفارقة انسحبوا تباعا ومازالوا من محكمة العدل الدولية التي لم تقرر إلا على دول العالم الثالث ،ولم تحاسب إلا الأفارقة خصوصا في وقت لن تنسخب منها أية دولة عربية . الأفارقة شاركوا العرب آلامهم في الحروب ضد إسرائيل ، وشاركواهم كذالك أفراحهم في الحصول على استقلالهم ضد الإستعمار ، والعلاقات الإفريقية العربية متداخلة ومتشابكة وذالك من خلال المجالات التالية: ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﺣﻴﺚ ﺷﺎﺑﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺛﻘﺔ ﻭﺷﻜﻮﻙ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﺍﻳﺎ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺁﺛﺎﺭ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ . . ﺃﺩﻯ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ , ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺴﻴﺎﺝ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﻓﻜﺮﻱ ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻭﺣﺪﺓ ﻭﻃﻨﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ” ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻧﺼﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺑﻮﺗﻘﺔ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻭﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺷﻘﺖ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﻕ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ‏( ﻭﻫﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﻣﺎﻝ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﺇﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ‏) ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻭﻓﺪ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻗﺒﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ . ﻭﺗﺄﺛﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻓﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ . ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﺤﺒﺸﻲ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻧﺪﻫﺎ ﺍﻷﺣﺒﺎﺵ ،كما راية توفيق قد تتعثر الوساطة الإفريقية في ليبيا بواسطة الصراعات العربية البينية قبل الليبيين أنفسهم ، فالحلف المصري الجزائري سيقف حجر عثرة أمام الحلف المغربي التونسي المدعوم بالأمم المتحدة . فإذا كان الأفارقة شكلوا قوى اقليمية لحل الخلافات فهل بإستطاعتهم نقل تجربة الحل الدبلوماسي والعسكري كما جرى في غامبيا الى الحالة الليبية ؟ إن جناحا واحدا من أجنحة الصراع الليبي يوازي بالعدة والعتاد اغلب قوى الإيكواس و دول إفريقية كثيرة . الأزمة الليبية لا تزيد من الصعاب والتعقيد ، ليبيا عمليا ذات نظام فيدرالي خليفة حفتر في الشرق بدولة بنغازي تحت رعاية غربية ، والدولة الأخرى تقودها حكومة الوفاق الوطني بطرابلس وبين الدولتين توجد كانتونات قوى قبلية مستقلة أو موالية عربية وأمازيغية فضلا عن تنظيم القاعدة . المشكل الليبي ليبي صرف ، ولن ينتهي مادامت هناك قوى داخلية أو خارحية تفرض ارادتها ميدانيا . وفي الأخير فإن دخول روسيا جغرافية الصراع الليبي من نافذة حفتر يعني ذالك أن الخراب والدمار والتهجير سيطغى على الأزمة الليبية ليبقى الخاسر الأول والأكبر هم المواطنين الليبيين مع مجيئ الروس إنطلاقا من ثنائية النفط والسلاح سيطول الصراع و يتشعب ... لن ينتهي الصراع الليبي إلا بتضحية من الليبيين انفسهم وذالك بتقديم تنازلات مشتركة ، و نزع سلاح المليشيات ، و الأتفاق على حكومة ترويكا مشتركة انتقالية كأساس لإعادة وتركين الدولة انطلاقا من دستور شامل يتماشى و دساتير العالم الجامعة للقضايا الإنسانية السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والدينية . محمد ول سيدي .. المدير الناشر / موقع اركيز انفو