23 - 7 - 1952 ﺗﻨﻈﻴﺮ ﻟﻠﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺣﻲ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻄﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﻭﺗﺒﺠﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺗﺪﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ .
23 - -7 1952 ﻟﻴﺴﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﺑﻘﺪﺭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻧﻘﻼﺑﺎ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺑﺤﺘﺎ ،ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺍﻹﻧﻘﻼﺑﺎﺕ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ، ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ، ﻭ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ، ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻤﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﺔ ، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺒﻮﺍ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻼﺋﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ، ﻭﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ،ﻓﻜﺮﺍ ﻭ ﻋﻤﻼ ﻣﻊ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﻣﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﻟﻌﺒﺔ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺻﻴﻒ ،ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺷﻲﺀ ،ﻭ ﺳﺎﺀﺕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ،ﻭﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﺴﺨﺖ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻓﻲ ﻃﻮﺭ ﺟﺪ ﻳﺪ ، ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ ، ﻭﻟﺒﺴﺖ ﺭﺩﺍﺀ ﺟﺪﻳﺪﺍ ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺓ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ، ﺟﻠﺪﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ ، ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺗﻮﻧﺲ ﺃﻗﺮﺏ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ، ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ، ﻭﻫﺮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ، ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ، ﻭﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻤﺎﻳﺴﻤﻰ ﺛﻮﺭﺓ 1952-7-23 ﻭ ﻛﺄﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻗﻌﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻌﻼ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ، ﻭﺍﻧﺘﺼﺮﺕ ،ﻭﺣﻘﻘﺖ ﺣﻠﻢ ﺍﻷﻧﺘﺼﺎﺭ ، ﺃﻭ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ، ﻭﻟﻜﻦ ، ﻧﻘﻴﻀﺎﻥ ﻻﻳﺠﺘﻤﻌﺎﻥ : ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﺃﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻧﺠﺐ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ؟
ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﻨﺎﺀ ، ﻭﻋﻤﻼ ﺍﺻﻼﺣﺎﻭﻳﺎ ﺟﻤﻌﻮﻳﺎ ،ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ، ﻭﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ، ﻭﺍﻷﻗﺘﺼﺎﺩ ، ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ، ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻷﻟﺴﻦ ، ﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻳﺠﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺫﺍﺗﻪ ، ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ، ﻭﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﻴﻢ ،ﺳﻨﻐﻔﻮﺭﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ، ﻭ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﺗﺒﻌﺚ ﺑﺄﻣﺜﻠﺔ ﺣﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻡ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ...
ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ، ﺷﻌﻮﺏ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ، ﻭﻻ ﺗﻨﺘﺞ ، ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ، ﻭﻻ ﺗﺒﺪﻉ ، ﺗﻤﻠﻚ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻭ ﻛﻨﻮﺯ ، ﻫﺎﺋﻠﺔ ، ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ .
ﻃﺎﻗﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ، ﻭﻟﻐﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﺩﻳﺎﻧﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﻣﺴﺎﺣﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭﺛﺮﻭﺍﺕ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭﻧﻘﺎﻁ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ، ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ ، ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ...
ﻻ ، ﻭ ﻻ، ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺛﻮﺭﺓ !  ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﺎﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ، ﻭﺗﺤﺼﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻝ دون نجاحها .
التحرير