ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺨﻠﺺ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ :
ﺣﺮﻓﺔ ﺍﻧﻄﻔﺄ ﻭﻣﻴﻀﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻇﺎﻟﻤﺔ ،ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺰ ﻭﻓﺨﺮ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ...
ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻮﻥ ﺃﻭ " ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ " ﻇﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭ ﻇﻠﻤﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﻭﻟﺌﻦ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﻋﻘﻠﻴﺎﺗﻨﺎ ،ﻓﻲ ﻧﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﻠﻬﺎ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺤﺠﺒﻬﺎ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻼﻝ ﻭﺍﻟﺮﺟﻌﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺒﻪ ، ﻭﻧﻤﻘﺘﻪ ، ﻭﻧﺼﻔﻪ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﻄﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ، ﻭﻟﺘﺮﺳﻴﺦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﻮﻳﺔ ﻧﺴﺘﻬﻠﻚ ﻗﺼﺼﺎ ﻭ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﻧﺴﻮﻗﻬﺎ ﻟﻸﻧﺲ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭ ﺍﻧﻌﺎﺵ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﺍﻟﻤﻨﺒﻮﺫﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺭﺿﺨﺖ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺃﺑﻘﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ ، ﻓﺈﻥ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ، ﻭ ﻋﻠﻮﻣﻨﺎ ، ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭ ﺍﺣﺘﻜﺎﻛﻨﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻄﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﺗﺼﻨﻴﻔﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺗﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﻭ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ، ﻭﺍﻹﻧﻔﺘﺎﺡ ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻔﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺻﻘﻞ ﻣﻠﻜﺎﺗﻨﺎ ﺃﻭﻻً ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ .
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .. ﻭﺻﻔﺔ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ :
ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ، ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﺨﺼﺼﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﺃﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻭﻻﺩ ﺍﻷﺷﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺰﻋﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﺃﺣﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺣﺒﺎ ﻟﻬﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺪﻭﺍﻓﻊ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺻﺮﻓﺔ ﻭﻟﺴﺪ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺒﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﻧﺤﺘﻜﺮﻫﺎ ﻹﺧﻮﺗﻨﺎ " ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ " ﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ،،، ﻭ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻓﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺎﻛﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ،ﻭﺍﻟﺮﻱ ، ﻭﺍﺻﻼﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ،ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ، ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻓﺄﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻬﻨﺪﺳﺎ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻧﻴﻜﺎ ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﺍﻭ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ " ﺍﻣﻌﻠﻢ " ﺃﻧﻰ ﻛﺎﻥ ﻟﻮﻧﻚ ، ﺃﻭ ﻣﺮﺗﺒﺘﻚ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ...
ﻗﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ " ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ " ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻧﺨﺒﻮﻱ ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﻄﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻬﻦ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﺑﻎ ، ﻧﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ، ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻦ ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺠﺎﻝ ،ﻓﻬﻢ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ، ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﻢ ﻭﻣﻜﺎﻓﺄﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻬﻮﺩﻫﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ، ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻹﺣﺘﻘﺎﺭ ...
ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ .. ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻧﺨﺒﺔ .!