النساء السوديات في موريتانيا بين العنصرية و الاسترقاق

خميس, 06/07/2018 - 20:51

  

 

بعد دعوته من قبل رئيسة هيئةThompson Reuters Fondation &تومسون ريتير& السيدة مونيك فيلاMonique Villa ، ونائب رئيس البرلمان الأوربي هايدي أوتيلاHeidi Hautala، لحضور مؤتمر توبسون ريتير الذي احتضنته ابروكسيل يوم 6 يونيو 2018، حول العبودية العصرية والمتاجرة بالأشخاص تحت عنوان &الظلم واستغلال النساء&، قدم رئيس منظمة ايرا السيد بيرام الداه اعبيد الخلاصة التالية حول وضعية انتهاكات حقوق النساء داخل الأوساط الاجتماعية المحرومة في موريتانيا بعنوان:

 

النساء السوداوات في موريتانيا؛

بين العنصرية والاسترقاق.

خلاصة:

1.تـُواصلُ موريتانيا احتلال مكانة أمامية في الدوائر التي تُعتبر فيها الكرامة البشرية قيمة قذرة ومساسا بالهوية الثقافية والدينية عكسا للعبودية والدونية العرقية والتفاوت بين الجنسين. العيوب الثلاثة الأخيرة تتوافق مع نظام سحيق يرى نفسه عادلا وسرمديا ومتناسقا حصريا مع الإرادة الإلهية رغم ما فيه من اعتداء على ما في الوحدانية من أسس التحرر.

النساء، المكرهات، تعشن معظم ما يترتب على حياة المُقاساة.

2. ان الرق، في نسخته المتوارثة، يهيكل، حتي اللحظة، الروابط الاجتماعية خاصة توزيع العمل وحيازة الأملاك الرمزية مثل النبل الفطري وادّعاء الحظوة والشرف.

البنات والفتيات المسترقات، القاصرات مدى الحياة في نظر فقهاء التشريع الإسلامي الموزيتاني، بقين، حتى الآن ، تحت رحمة ملاكهن. الاغتصاب، التزاوج تحت &الاكراه الديني&، المضاجعة القسرية، الختان: أمور جعلت أجيالا من الموْلودات في ربقة الرق يتعرضن للنفوق أو تحال غالبيتهن إلى حياة الإعاقة والمعاناة الوضيعة. الكثيرات ولدن أو متن جراء ولادة مبكرة وقاتلة، وأخريات فقدن حياتهن بفعل الأمراض المنتقلة جنسيا، وكان عليهن جميعا أن يزاولن العمل مهما كانت ظروفهن الصحية. لقد شكل نظام العمل القسري، الشاق وغير المعوض، مجرى حياتهن اليومية. وحسب درجة استلابهن العقلي الذي تـُنزلهن إليه الميولات العرقية المحيطة بهن، تقاسي العديدات منهن هذه الممارسات المهينة تارة بدافع الحاجة: الأكل بغية النجاة في بيئة مناطها احتقار البشرة والاقصاء المادي.

3. الأمرُّ من ذلك، كون العديد من وكالات السفر تستفيد من ترخيص حكومي لتقوم بالمتاجرة بالأشخاص لدى ممالك الخليج. وتسمح المماكسة بشأن الفتيات المنحدرات من العبيد لشركات يملكها أسياد قدماء ببيع لحوم شابة في وجهات تعدّ من زمن آخر حيث يبقى مفهوم حقوق البشر غريبا. وبحكم ازدواجيتها الجوهرية، تؤطر السلطات الموريتانية هذه التجارة، لكنها تسن القوانيبن المجرمة لها، فيما تسهر على إبقاء هذه القوانين بعيدا عن متناول المتقاضين.

4. هناك موريتانيات أخريات فقدن أبناءهن وآباءهن وأزواجهن خلال محاولة التطهير العرقي سنوات 1986-1991. لقد قاست هذه النسوة، المغتصبات تارة من قبل جنود من القوات النظامية أو المليشيات الأعوان، عقودا من الاحباط والبؤس لأن قانون عفو جاء ليكرس انفلات الجلادين من العقوبة كما كرس الأمر الواقع المتمثل في إساءة استخدام الجلادين لسلطاتهم. وبين عشية وضحاها، وجدت هذه النسوة أنفسهن معيلات أسر متكفلات بتربية أطفال في وسط أبوي. وكان على الآلاف منهن أن يهاجرن أو يتعرضن للتسفير على مدى عشرين سنة قبل أن يعدن الى بلد ما تزال محنتهن فيه ضمن المحاذير.

5.وجهات النظر ومقررات وقرارات الخبراء والمقررين الأمميين الخاصين تصف وتشجب الحصيلة المذكورة أعلاه.

6.بالرغم من اللوحة القاتمة والمؤشرات البديهية لتنامي خطورتها بفعل تصاعد وتيرة التطرف الديني في البلاد، يواصل الاتحاد الأورربي تعاونه اللامشروط مع النظام القائم في موريتانيا ضاربا عرض الحائط بالمسلكيات الأخلاقية وضرورة الحيطة.

رئيس ايرا موريتانيا

بيرام الداه اعبيد

بروكسيل 6 يونيو 2018.

القسم: 
بقية الصور: