![](http://elmijhar.info/sites/default/files/styles/large/public/field/image/IMG-20180604-WA0000.jpg?itok=3GXyWOGc)
لم يكن اطلاق مصطلح " مدينة " على قرية شيدت على قمم بحر من الرمال نابعا من فراغ حيث صوامع بيوت الله ، ودور العلم ، والأعلام ترفرف من أعلى شرفات المباني ، والعمارات الشاهقة هنا وهناك ،تنادي زائري الزوراء : إنها قرية برينة كما يحلو للبعض أن يسميها ...
في صائفة ٢٠١٤ وفي مهمة وطنية كان لي الشرف بزيارة برينة لأول مرة ،سمعت بها ، ولكن ،ليس من رأى كمن سمع !
لقد كانت مدينة بكل المقاييس :مخطط عمراني و معاهد فنية و أكاديمية وساحات عمومية و احزمة خضراء و شوارع فسيحة و أزقة تأخذ منحى حلزونيا فريدا كلما ابتعدت عن وسط المدينة .
نظرا لجودة مستوى البنى التحتية و تحسن الخدمات و مستوى الجانب العمراني يمكن لمدينة برينة أن تكون عاصمة ولاية أو مقاطعة إذا ما روجع التخطيط الحضري على مستوى ولاية اترارزة .
يوجد في برينة أربعة مساجد و جامعين كبيرين وبها عدة محاظر ومعاهد دينية و فنية و سوق كبير وساحة عمومية للحفلات و المهرجانات وملعب رياضي ومستشفى كبيرا و ثلاث مدارس ابتدائية و اعدادية وثانوية .
ساسة و أعلام :
انجبت قرية برينة العديد من فحول العلماء والشعراء والكتاب من ابرزهم لا الحصر :
الشيخ العلامة والشاعر محمد علي ولد فتى والوالي والشيخ محمدالحافظ ولد الطلبة والولي التقي النقي المقدم المجدد الصوفي الإبراهيمي الشيخ الشيخاني ولد محمد الطلبة والعالم الجليل سيدي محمد آب أطال الله أعمار من تبقى منهم و أدخل فسيح جناته من رحل عن دنيانا منهم آمين .
وفي العلوم الحديثة تعتبر قرية برينة من أكثر الكوادر البشرية إن لم تكن هي الأولى على مستوى مقاطعة اركيز وبالتالي ليس من المبالغة القول أنها عاصمة مقاطعة اركيز الثقافية .
المستوى السياسي والإجتماعي :
أدى الوعي وقوة الروابط الإجتماعية داخل البيت الداخلي لساكنة برينة الى تعاقب شخصيتين على إدارة بلدية برينة هما محمديحيى ولد فتى من ١٩٨٩ - ٢٠٠٧ و محمدعبدالله ولد الشيخاني من ٢٠٠٧ وحتى الآن .
أما من الناحية الإجتماعية فتعتبر برينة نموذجا للتعايش والتآخي وهي بمثابة موريتانيا مصغرة إذ أدت عوامل جاذبة دينية و خدمية الى هجرة الكثيرين اليها من داخل البلاد و خارجها وهو ماانعكس إيجابيا على كثافتها السكانية .