![](http://elmijhar.info/sites/default/files/styles/large/public/field/image/IMG-20180528-WA0001.jpg?itok=BWw0fWrJ)
كانت منطقة الخليج العربي تعيش فترة رخاء اقتصادي واجتماعي منقطع النظير وبعيدة عن القلاقل و فوهات المدافع وكونها على حافة أماكن السخونة العراق و سوريا و إيران و لبنان فقد ظلت دول الخليج في منئاى بنفسها عن تلك الازمات بفضل حنكة أولى الأمر من شيوخ ملوكها و أمرائها الذين كانوا يتولون شؤونها حيث ظلت دولة الخليج آمنة و مستقرة و قبلة للهجرة و العمال الأجانب من آسيا و افريقيا و المستثمرين ورؤساء الأموال من كل الأقطار .
و لما وقع اتسونامي الربيع العربي و تساقط الدكتاتوريات العربية كما تساقطت اوراق الخريف الواحدة تلو الأخرى صعدت وجوه شابة داخل البلاطات الخليجية تفتقر الى النضج والحكمة في إدارة الأزمات وقلبت الموازين راسا على عقب متخذة من فلسفة العبثية بالمال السياسي و النفوذ اقليميا ودوليا في إدارة الازمات مطية لوضع قدم لها في الساحة الدولية وضع أكبر من حجمها فأين ومتى نالت هذه الدول نصيبها من حالة اللا أمن واللا استقرار ؟
كان لتنازل الأمير حمد بن خليفة آل ثاني عن العرش لصالح ابنه تميم بمثابة تفشي داء ولوج الوجوه الشابة لقيادة زمام المبادرة في كل من الامارات تحت نفوذ محمد بن زايد و المملكة العربية السعودية تحت قيادة محمد بن سلمان واقع وليي العهد في الإمارات و السعودية ينمان عن ابعادهما لآبائهما عن سدة العرش الى حانب امارة تميم بن حمد والقاسم المشترك بين الثلاثة هو دخولهم في أزمات سياسية خطيرة بسبب التباين في المواقف بعد ثورات الربيع العربي فقطر داعمة للثورات و النهج الإخواني او الإسلامي السياسي في كل من تركيا و ايران و دول المغرب العربي و مصر أما السعودية و الإمارات فهما رائدتا الثورة المضادة و دفعتا اموالا طائلة لذلك تمويل الإنقلاب في مصر و شراء مواقف الغرب ووجدوا في الرئيس الأمريكي ضالتهم في تسويغ سياساتهم المحافظة كما وجد هو نفسه ضالته فيهم أيضا بالدفع اكثر مقابل التقارب أكثر من الولايات المتحدة و التقاطع في محاربة الإرهاب و تهديد إيران و أطماع تركيا و الحرب على الاسلام السياسي كمصدر للارهاب التي جسدتها عاصفة الحزم بمباركة من أمريكا مقابل الإنفتاح على اسرائيل و تأييد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المعروفة بصفقة القرن .
أمراء البلدوزورات الشباب المتنفذون في الخليج هل ستعمق المواقف الخارجية الخلافات البينية الى جانب التنازل عن الثوابت القومية للامة أم ان نظرية الروابط المشتركة ستحول دون مزيد من التشرذم و التفكك و الانهيار الاقتصادي ؟ وانطلاقا مما يجري ميدانيا على الارض فإن بوادر الصراع تتجه نحو مزيدا من التفكك التطبيع مع الكيان الصهيوني و الانفتاح على نظام الاسد و تعزيز التعاون مع ايران و تركيا و بطلان حرب اليمن .