تهنئة مو الزعيم بيرام الداه اعبيد الى أخويه القائدين محمدفال ولد هنضيه والعيد ولد محمدن

أربعاء, 05/02/2018 - 07:21

الحمد والصلاة والسلام على رسول الله.
بمناسبة النجاح الباھر لمسیرات المیثاق المظفر بإذن الله، أبلغكما، ومن خلالكما كل العمداء والزملاء وجماھیر المناصرین الذین 
شاركوكما إنجاز ھذه التظاھرة، تھانئي وتقدیري لحصیلة ھذا الیوم المعتبرة. أخوي الكریمین، لقد كنتما أول زعامة في المیثاق، 
عبر كل مراحلھ ومسیراتھ، تتصل بي شخصیا لتطلب مني المساھمة الفعالة في الرأي والتحضیر والتنظیم لمجریات النشاط 
المیثاقي السنوي. فشكرا لكما على المبادرة الأخویة.
 وأنني لأجدني مرغما على أن أسجل تحیة نضالیة خاصة للفتیات الانعتاقیات اللواتي أثلجن قلبي (المثقل بآھات وأنات وتأوھات 
شعب الله المظلوم) بخروجھن بأزیاء ورموز تعبر عن أصالة شعبنا التي لا تندثر ولا تمحي. كما أنني، و رغم انغماسي في فعالیات 
المؤتمر الدولي حول العبودیة المنعقد في مدینة مادرید Madrid تزامنا مع ذكرى المیثاق، تیسر لي أن أتابع مداخلتي العمید 
أبوبكر ولد مسعود والزمیل أوتوما سوماري الذین أعتبر ما قالاه في صمیم خطاب المرحلة وعین صواب التشخیص المستنیر.
أیھا الأخوان العزیزان، قادة میثاق حقوق الحراطین، أھیب بكما أن تدركا ضرورة نقل ھذه المنظمة الحقوقیة- الاجتماعیة من 
مرحلة إعلان المطالب والحقوق، مرة في السنة، إلى مرحلة طرح المطالب والحقوق وفرضھا بحراك مطلبي نضالي، جماھیري 
ونخبوي مستمر، لا حد لھ في الزمان أو المكان.. إذن الانتقال من الفترة المطلبیة والمنھج الألیف الودیع تجاه السلط والطبقة 
المتمسكة بھا، النائمة بثقل بدانتھا المفرطة على ما تبقى من أجسام المطھدین الھزیلھ. لقد دقت الیوم ساعة النضالات الحاسمة 
وأزفت مرحلة التضحیات المیدانیة التي ستكون بدایة أمل جماھیري لا مندوحة عنھ: أمل في الانعتاق، أمل في الإنصاف، أمل في 
فك الأسر الإجتماعي والإقتصادي والثقافي الذي بات یشكل أغلالا وسلاسل ما انفكت تكبل العبید وأبناء العبید والفئات المطحونة 
منذ قرون لم یذوقوا خلالھا غیر طعم المعاناة ولم یرتشفوا إبانھا غیر ریق الیأس، وقتھا ستعكرون، بمیثاقكم الخارج على "الوطنیة 
الحقھ"، صفو الغول الجاثم على رقابنا من أھل الغلبة والتغلب، المفترشین لحقوق وأعراض وأرزاق السواد الأسود الأعظم منذ 
قرون، والمتدثرین بالرداء الناعم الغلیظ، رداء الغفلة الأزلیة في ظل امتلاك الحق واحتكار قوة الدولة وذریعة الأخوة الجوفاء في 
الدین ونعمة الإسلام الموزعة باللسان والمصادرة بالقلوب والأیدي، والفتنة المنومة سرمدا إلى یوم الحشر. وقتھا، أخوي الكریمین، 
لن تجدا ترخیصا ولا تقبلا ولا تسامحا ولا تعاضدا كالذي حظیتما بھ بالأمس، إلا من النزر القلیل ممن رحم ربك وبثمن غال 
وتضحیة جسیمة ھي الأساس الصلب للجسور وطول النفس على مقاومة الشتم والتشھیر والتكفیر والتفسیق والحظر والسجن 
والتعذیب والتجویع، حینھا سیقل ویندر السائرون بزھو وخیلاء في موكبیكما من أحیاء نواكشوط إلى ساحة المعرض أو إبن عباس، 
وحینھا ستضطرب المیاه ثم تصفو وینقشع غبار أول المواجھات بینكم مع الغول المنتفض ضد "عنصریتكما و متاجرتكما 
وخطورتكما على الناس والدین والدنیا"، ذلك الغول الذائد عن فراشھ وعرینھ، وحینھا ستكتشفان شبابا و شیبا من أبناء العبید 
یحمونكما بأجسادھم و یؤثرونكما على أنفسھم و لا یسلمونكما ولو صفدوا في الحدید و أذیقوا أشكال التنكیل والعذاب. عندھا سیتسلل 
عنكم تباعا بعض بني الجلدة الذین تبوأوا من مصاحبتكما مركز ثقة وأمان بالمجاراة والحماس المصطنعین بإتقان، ویدخلون تاریخ 
مجتمع "أھل لخیام" من بابھ الواسع بحسب جدید تتناقلھ الصالونات و تحتفي بھ وسائل الإعلام التي ستملؤھا مبالغ نھبكما 
وسرقاتكما وخطركما الداھم على بیاض العین وسوادھا المتكاملین و المتكافلین كابرا عن كابر. 
ھا أنا ذا إذن، أجدد لكما النداء كي تقبلا على لم شمل من معكما وتوطید وحدتھ والعدول عن كل ما من شأنھ تعمیق الشرخ والتباعد 
والتشرذم والتنافر والتباغض بین الزملاء و الجماھیر، والاقتراب والتآزر مع كل الذین مازالت توجھاتھم عصیة على الخنوع 
والتدجین وحسابات العمالة.

القسم: