![](http://elmijhar.info/sites/default/files/styles/large/public/field/image/t%C3%A9l%C3%A9chargement%20%281%29.png?itok=9oCV5OAg)
قد لاتذهب الولايات المتحدة بعيدا في حربها على الإرهاب لا إلى الشرق الأوسط أو شمال افريقيا أو أي نقطة من العالم فحسب ، بل عليها - ومن باب الأمن - أن تسخر كافة عدتها وعتادها الحربي و الاستخباراتي ﻷمن مواطنيها من " مواطنيها " فلا داعش أو القاعدة أو بوكوحرام أو أي تنظيم إسلامي يشكل خطرا كبيرا على أقوى دولة في العالم ، إنما الخطر الكبير هو الخطر الداخلي فقط ! ومن المواطنين الأمريكيين الذين يهوون الألعاب و الرماية بالأسلحة الحية ؛ فضحايا الأبرياء في الأسواق و المحلات التجارية و المدارس و المستشفيات و دور العبادة و أماكن المجون بالولايات المتحدة أكثر بكثير من ضحايا الجنود الآميركيين في أماكن الخطر في العالم ،و تعتبر الحادثة التي وقعت الليلة قبل الماضية في فلوريدا والتي راح ضحيتها العشرات دليل صريح على أن الولايات المتحدة هي القلعة الأولى لميلاد الإرهاب و منذ بداية العام 2018 سجلت 17 عملية من هذا النوع ،فالتهور والشذوذ والعنجهية والفراغ الروحي والإنحلال الأخلاقي صفات تميز الشخصية الأميركية وﻷسباب تعود جلها إلى البذخ و الترف مسائل لها تأثيرها النفسي والسيكولوجي على الفرد والمجتمع معا وبالتالي فإن تكرار الهجوم على الأماكن العامة بالأسلحة النارية من حين ﻵخر لا لشيء سوى لمحاكاة فيلم حقيقي أو خيالي من أفلام الرعب ولغرض بسيط هو الإثارة ولفت الإنتباه لهي الإرهاب بعينه ،و عليه يجب على الولايات المتحدة أن تستحدث برامج تربوية ﻹعادة سلوكيات أفرادها الطائشة والتي جسدها الرئيس الحالي دونالدترمب فمن استطاع أن يقلب سياسة دولة ظهرا على عقب ويخرج على النظام الدولي دون مبالاة للمخاطر فإنه بإستطاعته أن يذهب إلى حد الجنون الضغط على الزر النووي لتصفية الخصوم و إرهابهم وإشعال حرب كونية جديدة يمكن أن تقضي على عظمة الولايات المتحدة وتؤدي بها إلى الأفول .
إن مجتمعا حديث النشأة يقوم على الإثارة ولم يكن له قيما أو تراثا مؤسساتيا ولم يبنى على النبل ولم تجمعه مدرسة واحدة سيبقى السلوك الحيواني هو ديدنه .
في الختام فإن الإرهاب في أميريكا سبق الحرب على الإرهاب التي استحدثتها الولايات المتحدة غداة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م على كل من العراق و أفغانستان فالإرهاب نشأ والولايات المتحدة مادام كل الناس مسلحين ومادام اقتناء السلاح يماثل اقتناء المواد الغذائية والملابس .
التحرير