![](http://elmijhar.info/sites/default/files/styles/large/public/field/image/IMG-20180211-WA0000.jpg?itok=g1uIKYWT)
حري بوزارة الثقافة أن تسند تلحين النشيد الوطني الجديد لفنان وطني مادام النشيد من أداء خيرة أدباء الوطن و مادمنا كذلك في إعادة الإعتبار للوطن و الأمجاد الوطنية خاصة إذا ماتعلق الأمر بالإستقلال والمقاومة التي جسدها الفنانون بأشعارهم و ألحانهم إلى جانب المجاهدين بالسيوف و الأقلام .
والحقيقة الحقيقة فإن وزارة الثقافة و الفنانين الوطنيين لكل منهما وزره و أخطاؤه في هذا المجال ، ولئن كان عذر الوزارة يأتي في إطار عدم وجود فرقة موسيقية مكتملة البناء ،فإنه بإستطاعة أي فنان أو فنانة أن يلحن أي قطعة موسيقية خاصة إذاماتعلق الأمر بنشيد ،فمادامت الكلمات من المواهب الوطنية ،فالفنان الوطني بإستطاعته هو الآخر أن يلحن النشيد الوطني كيف لا وقد تجاوز بعضهم محيطه الوطني و درج في مدارج النجومية العالمية أهل الميداح و أهل النانة و العميدة الراحلة ديمي تغمدها الله برحمته الواسعة والعذر مقبول من بقية الفنانين الذين على يقين أنهم قادرين على صناعة ماهو مستورد من القاهرة التي نزعوا منها أغلى الألقاب التي كانت تحتكر أمير الشعراء .
ومن الأخطاء التي تؤخذ على وزارة الثقافة هي الإعتناء بفن الشعر فقط دون غيره من الفنون الأخرى المتبقية كالنحت و الرسم والتلوين والسينما وعليه على وزارة الثقافة أن تستثمر في الفنون الجميلة وتبني مؤسسات أكاديمية متخصصة لجميع العناصر حتى تقضي على نظرية الفن ﻷهل الفن التي عفا على عليها الزمن .
أما الأخطاء التي تتعلق بالفنانين الوطنيين أنفسهم فمنها :
1 - تقوقع جلهم - إن لم يكونوا جميعا - داخل الوطن دون أن ينقلوا ثقافتهم و إبداعاتهم خارجيا مثلما فعل نظراءهم في السنغال ومالي و في المغرب و الجزائر رغم نجاحات لم تعمر لبعضهم .
2 - على الفنانين الوطنيين أن يتعاونوا مع شركات الإنتاج الدولية الرائدة في الإشهار الموسيقي أو أن يعيدوا النظر في فرقهم الموسيقية فالحياة تفرض التطور و الإبداع فاللون الموسيقى الذي اشتهر به المطرب السويدي اللبناني الأصل ماهر زين بخمس لغات انجليزية و فرنسية و اسبانية واندونيسية وماليزية سنة 2009 بأغنية اليوم الحمد و إنشاء الله 2011 م التي كانت الهاما لثورات الربيع العربي والفنانة المغربية أسماء المنور في أغنية بأربع لغات أوربية وعربية و أمازيغية كان أدباؤنا قد أبدعوا في هذا اللون واسمواه " ازريكة " .
إذن الفنان الموريتاني بإستطاعته القيام بأصعب المهام الموكلة إليه لكن عليه كذلك أن يفكر في سر نجاح الآخر و إذا كان الإبداع لاوطن له بتكريم الموسيقار المصري راجح داود ملحن النشيد الوطني فالمثل الشعبي يقول : روغان اطيور الطايرين أشبه من ذوك النازلين ...
كان على الوزارة أن تكرم فنانا وطنيا وتسند له تلحين النشيد الوطني ﻷنه أولى من غيره .