![](http://elmijhar.info/sites/default/files/styles/large/public/field/image/IMG-20171219-WA0001.jpg?itok=bDTdXavV)
ماذا لو مات عبد الباري ..وأغلقت قناة الجزيرة ؟
سيفقد أكثر من 1/4 مليار نسمة من العرب و مليار مسلم :
القراءة التحليلية الشافية ،والتعاليق المطولة المعمقة للأحداث من أصحاب الإختصصات من شتى دول العالم ،وحتى من الموالين للأنظمة والمعارضين لها ،و من المحايدين ،و سيفقد مئات الملايين من عشاق المعارف ، و القضايا السياسية ، والبرامج الشيقة ،والمثيرة ،صور ،و حناجر ،رواد و أبطال مدارس إعلامية طالما عشق المستمعين ﻷصواتها ، والرائين لقراءتها،و كاد المشاهدون أن يرقصوا على نغماتها ،رقصات الدبكة في أيام الزمن الجميل .
في أيامنا هذه ، أيام البؤس ، أيام الشدائد ، والنكبات ، أيام التباعد ،و التنافر ،والشتات ،أيام الحروب بين الأحبة ،والأهل ،و الأشقاء ، ينحي أصحاب الفكر ،والسياسة ،من الكتاب ، ودون الكتاب ،عند كل حصاد لقناة الجزيرة ، أو صدور عدد جديد من جريدة رأي اليوم ،أو القدس العربي ،و كأنما على رؤوسهم الطير ، يقرؤون ،أو يشاهدون ، ما ترتاح له أنفسهم من قراءات متبصرة للوقائع والأحداث العربية والدولية .
1 - ماذا لو مات عبد الباري عطوان ؟
هو كنز ،موسوعة ،أو انسكلوبيديا ،عايش الكثير من الأحداث الدولية والعربية ، لم تسلم أنامله ،من الجشع الإسرائيلي ، له هدف أسمى في النضال بمنفاه ،قارع الإسرائيليون ،والمستغربون عموما ، بالحجة ،والمحاججة في وسائل الإعلام الدولية ،فلسطيني ، عربي ،قومي ،مخلص لوطنه ، وللأمتين العربية والإسلامية ، وحتى و إن رحل عن عالمنا الملغم -- روحا - فإنه سيبقى معنا أثرا ،وذكريات باقية إلى أبد الآبدين ،فالأعلام تذهب أرواحهم ،ولكن تبقى آثارهم روافد ترتوي منها كل الأنفس المتعطشة للمعرفة والعلوم .
2 - ماذا لو أغلقت قناة الجزيرة ؟
هي شعاع ،في فلك مظلم ، ببزوغه تنفست أنفس كثيرة الصعداء ، في داخل البلاد العربية ، وغيرها
و وجد الآلاف ضالتهم المنشودة ،وببزوغها امتد ظل الوعي ،و التحرر ،و التعبير داخل الأجسام العربية المكبوتة ،و ببزوغها وجد المواطن العربي مصادر إعلامية غير التي دأب عليها ، إنها وسيلة للتوازن ، وإظهار الحقائق ،وكشف المستور ...
قناة الجزيرة مدرسة ، و أكاديمية ،و مركز دراسات ، و بحوث غيرت العديد من المسلكيات ، والأفكار ،و الأذواق ، لدى المتلقي .
بإغلاقها ستثكل الشاشات الصغرى ، ويهجر الملايين مشاهدة التلفاز !!!!
قناة الجزيرة القطرية ، تشكل رمزا من رموز السيادة لدولة قطر ،لا تقل عن الرموز الوطنية كالعلم ،والنشيد ، والعملة لدولة قطر .
و برحيل عبد الباري عطوان ، أو عزوفه عن الكتابة -لاقدر الله - سيتحسر اليوتيوب ، و التحليل الصحفي لقراءة الأحداث ،و استشرافها بصفة جادة ،و موضوعية ... نتمنى ميلاد ألف قناة للجزيرة ، وعمر مديد للكاتب والإعلامي الشهير عبد الباري عطوان .ما