شمك افراح في الظلام

جمعة, 12/08/2017 - 16:43

سرت والظلام على مسافة عشر كليوميتر  في ليلة من ليالي   رياض نواكشوط ،حتى السيارة عوراء بها مصباح واحد خلفي  ، الهدوء يخيم على الساكنة ،لا أصوات ، ولا أضواء ،فقال قائل : الكهرباء صدرت إلى السنغال فرد عليه أحد الركاب : محدن اروغو اطيور الطايرين الروغو ذو النازلين ،بالصدفة حطت بي السيارة عند محطة العرب للبنزين أعلمتني الأعلام التي ترفرف قبالة شارع " الحوات "  المحاري أنني وصلت الكلم 8 وليت وجهي شرق المحطة فغشتني  مجرة من الأضواء اوجست منها خيفة  خلت أنها قطعا من النيازك سقطت على هذه البقعة  ،فلما دنوت منها رويدا رويدا سمعت أصواتا مختلطة ،ضحك ، و رقص ، وتصفيق  ،وكلاما بعضه ، بلغتي ،وبعضه الآخر كزقزقة العصافير ،انتابني فرح بعد أن اقشعر جسمي وكادت كل شعرة أن تشوك فقلت في نفسي : هؤلاءليسوا من مخلوقات الفضاء  ، ولا سكان بواطن الأراضين ،هؤلاء ،هؤلاء من عالمنا !
قربت الساعة من منتصف الليل ،والحركة مشلولة بالصدفة وجدت أحد المارة عرفني قبل أن أعرفه فقلت له ماهذه الضوضاء اليتيمة في هذا الحي وحده والمدينة كلها مدينة أشباح  ؟ فقال : هذه مناسبة إجتماعية انقطعت عنها الكهرباء فعوضن عنها  النسوة بأضواء الهواتف و الفوانيس اليدوية .
فجأة تداولنا الحديث أمام حانوت فإذا بروائح نتنة ترطب الفضاء فقلت لدليلي ماهذه الروائح ؟ أهي عطور أهل هذه المنطقة ؟ فضحك كثيرا هههه ،ههههه وقال بعسر : تلك بضاعة التاجر عثمان أصابها التلف : المشروبات المحلية الصنع : انبصام/ماء الورد ،وياوورات الوطنية ،وبلبصتيك ...هههه يا إلهي والله الل عطور  باريسية صنعتها " شومك " ...
تابعت المسير   فإذا بعصابة من قطاع الطرق تترصدني وتقترب مني ولاصوت يعلو فوق أصوات الكلاب قرب مجمع موريتل للإتصالات فرجعت إلى الخلف وعدت مسرعا إلى دليلي و صاحب الحانوت النتن وسط تجمهر أهل الحارة وماهي إلا لحظات حتى عمت الأضواء و استيقظت المدنية بعد إنقطاع دام أكثر من عشر ساعات  .

القسم: