كان كيجات بن سيدي أحد نجباء قريتنا " التيشطيات" جمع بين فوديه من العلوم مالم يتأتى لغيره، حفظ الكتب الإسلامية فكان جذيلها المحكم، أكب على العلوم العقلية فكان فيلسوفا بمسحة صوفية، والعلوم الإنسانية فكان يتأذى لو رأى شخصا جاهلا أومعدما، فيهبه كل ما في جيبه، خرج من دنيانا ولا يملك غير المحبة للجميع واعانتهم كلما تسنى له ذلك.
ذكور أنا لتلك القهقهة المغدقة بالمحبة والتسامح... كم ليلة علونا هضباتها سمرا كان فيها الفتى البدر في الليل البهيم، مالتعاطينا كؤوس الشاي من انقطاع، ولا لصرف منثور حديثه الأسمى من تناه إلا ثلث الليل الأخير حين يبدرني بالخطاب قائلا أخي محمدي سنطوي بسط الحديث إلى الليلة القادمة الآن علينا التزود والإسعداد لصلاة الصبح.
رحم الله كيجات ولد سيدي، فلقد الإنسان الرائع، والألق المشع في المجلس، ولكن هي الموت أبدا تنتقي الخلص والأشياء الجميل، عزائي الصادق لأسرتي أهل سيدي وخاصة إخوتي دكتورنا حمين بن سيدي ومحمد بن سيدي والأهلون في قريتنا التيشطيات وأغدق الله فائض الرحمات على جدث كيجات بن سيدي " النبيل ".